( سوق القيصرية بالاحساء الذي يحمل بين طياته عبق من الماضي)

من روح الأحساء وُجِدَ قلبها وهو ( سوق القيصرية ) بحي الرفعة وسط مدينة الهفوف وهو يعد اشهر الأسواق التراثية على مستوى الخليج العربي ويعود تاريخه إلى عام ١٢٣٨ تغريباً ، ويسند إليه نحو ٤٢٢ محلاً عبارة عن دكاكين صغيرة مستأجرة من قِبل المستثمرين ، أيضاً يحوي صفوف من المحلات تقع في ممرات مسقوفة ،عبارة عن دكاكين صغيرة تكون متقابلة ويكون في خارجها مكان للمواد الغذائية وهو في شكل بنائه يشبه الطراز العثماني القديم .
و يتوافد على السوق زوّار من مختلف مناطق المملكة ، حيث نقلت القيصرية العادات عن طريق حرفها اليدوية التي تمثلت في بيع البدو لمنتاجاتهم المصنوعة بكل حب وإتقان في خياطة ثيابهم عن طريق حرفها اليدوية والمهنية التي تمثل الأهمية الكبرى لدى أهل الحشمة الذين يفضلون الثياب المُخاطة و المُحاكة يَدَوياً عن المٌخاطة بالماكينة ، أما بعضهم الآخر فكان يشتري ثياباً مُخاطة بالماكينة التى جلبت إلى الأحساء في الخمسينات ، بالإضافة لحياكتهم للبشوت الحرفة التي اشتهرت بها الأحساء كـ موطن منذ عقود على امتداد الوطن العربي منذ القدم حيث يطلب البشت الحساوي بكثرة ( من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال ودول الخليج ) وهذا دليل على جودته ونوعيته التي ميزته عن بقية الصناعات المحلية والعربية والأجنبية بحسب ما يعبر به و يعتقده من حاكة البشوت في الأحساء ،بالاضافة إلى الحواويج والعطّارين الذين يبيعون الأدوية الشعبية التي كانت تمثل الأهمية الكبرى لدى كبار السن ولن يخلو من بيع الحلبة و السدر و الجريش و حبة البركة ( السويدة) بجانب إلى توفر (الرز الأحسائي) المعروف بقيمه الغذائية العالية وان كنت تبحث عن الافضل وذو الفائدة فلا تتردد في اختياره , والكثير من المنتجات الأحسائية الخاصة .
وهو مفعم برائحة البخور التى تحملك بمشاعر الحنين الى الماضي ..
يقول أحد الباعة ( محمد الكليب ) عن هذا السوق :” إن التجول فيه بحد ذاته متعة تجعلك تشعر بالحنين الى الماضي لهذا المكان فهو نموذج فريد على مستوى الجزيرة العربية من حيث التصميم المعماري ، ويرجع بنائه إلى عدة قرون مما يجعله من أقدم الأسواق المعمرة و العامرة”
ويضيف الكليب الى ذلك :” إن السوق يعد رافد قوي في المحافظة على الاقتصاد …”
وهو مرتبط اسمه باسم الواحة التي لعبت دوراً في حركة الاقتصادية والأثرية والتاريخية للسعودية .

رمز السياحة في الواحة الأحسائية ( عين الحارَّة في المبرز)

عُرِفت الأحساء منذ قديم الزمان بالنخيل والعيون المتدفقة فيوجد فيها الكثير من المواقع التي تحوي العيون المائية الغزيرة والعذبة ومن بينها تأتي عين الحارَّة التي تقع في منطقة المبرز في الأحساء بالقرب من مقبرة المبرز ، وهي مشهورة لدى أهالي تلك المنطقة الشرقية ، ويٌذكَر أن ماء تلك العين يقدر بعشرين ألف جالون في الدقيقة حيث يصل ماؤها إلى سطح الأرض عبر ٣ فوهات مكوناً بحيرة كبيرة ، ويأتي سبب تسميتها بذلك لسخونة مائها الذي يخرج منها ، وهي من العيون التي يرتادها الناس من كل مكان ،حيث اعتاد أهالي الأحساء بالقدوم إليها منذ قديم الزمان ومع دخول فصل الصيف فلا مٌحال بأن لا تدفع حرارة الجو أعداد كبيرة من الشباب والأطفال والكبار أيضاً يأتون إليها في ساعات من الليل والنهار من أجل قضاء الوقت فيها والمتعة وايضاً المنافسة في إقامة بعض الالعاب ، حيث يجمع أهالي تلك المنطقة ذكريات طيبة في الماضي وحتى الحاظر ، كما قال أحد المرتادين إليها ، الحاج صالح بن وهب بن علي : ” إن عين الحارَّة لها رونق وذكريات جميلة وطيبة منذ الزمن الأول حيث نقوم بالذهاب مشياً على الأقدام والمسافات البعيدة من أجل القيام بالسباحة والاستحمام والتمتع بمناظر تلك المياه الدافئة والبساتين المحيطة بالعين في فصل الصيف والجميع يسرح ويمرح للاستمتاع بتلك المناظر فتجد مياه تلك العين في فصل الصيف باردة فالجميع يتسابق الحظور والاستحمام من أجل إطفاء حرارة الشمس الحارقة وفي فصل الشتاء تجد الماء الدافئ الساخن” وهي من العيون المعروفة بالاحساء وبالتحديد في الزمن الماضي ، بالإضافة إلى أن الناس كانوا يتخذونها منتجعاً من أجل السباحة في مناسبة الزواج والبعض الآخر يتخذها مستشفى وعلاجاً له وبالأخص كبار السن الذين يشكون آلام المفاصل والروماتيزم وبسبب كون تلك مياه العين معدنية كبريتية فهي قد تساعدهم في تقوية عضلاتهم وشفائها.